الجمعة، 27 يناير 2017

برنامج: حُسنى

بسم الله الرحمن الرحيم


برنامج: حُسنى
 



انطلاقا من قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}, أُقيم برنامج -حُسنى- داخل مصلانا والذي احتوى على 7 أركان, ولكل ركن منها محور محدد...

 

أبيات البرنامج:  

أبجنّةٍ تبغي المُقامَ سعيدا ؟
‏أبشر ! فـذا والله ليس بعيدا
‏عِش في الحياةِ مُلازمًا أثر النبيّ
‏ تُمضِي حياتَكَ آنِساً وسعيدا
‏فالخلدُ تنتظرُ الذين تزوّدوا
‏لدخولها عملاً وكان سديدا
‏هي جنةٌ تُفدى بكلِّ نفوسِنا
‏دارُ السلام نرومُ فيها مَزِيدا
‏بثمارِها وقصورها ونعيمِها
‏رؤيا الإلهِ فَكُنْ لذاكَ مُريدَا
‏ذاك النعيمُ لمن تصبّر عن هوى
‏نفسٍ وجاهدَ في الحياةِ عنيدا
‏طوبى له من صادحٍ حَمِل اللوا:
‏(أنا للإلــهِ) مردِّداً ترديدا



برنامج المسرح:

 استفتح بتلاوة مباركة
ملحمة -وصف الجنة-, ومادّتها مقتبسة من نونية القحطاني 
نشيد ثنائي لأبيات الإمام علي -رضي الله عنه- مطلعها:
اعمل لدار البقاء رضوان خازنها
الجار أحمــــــــــــد والرحمن بانيها

نشيد جماعي:


أن تدخلني ربي الجنة

أن تدخلني ربي الجنة ...هذا أقصى ما أتمنى

وتَهبلي الدرجات العُليا ....يا ذا المِنة يا ربي 

لا حول ولا قوة إلا...بِكَ يا ذا القُوة يا مولى

اصرف وابعد عني الزلة

أن تدخلني ربي الجنة

أن تدخلني ربي الجنة ...هذا أقصى ما أتمنى

وتَهبلي الدرجات العُليا ....يا ذا المِنة يا ربي

يا لهنائي حين أُلاقي

في الجَنْةِ صحبي ورفاقي

فرحين بنعم الخلاقي

يا ذا المِنة...... يا ربي 

أن تدخلني ربي الجنة

أن تدخلني ربي الجنة ...هذا أقصى ما أتمنى

وتَهبلي الدرجات العُليا ......يا ذا المِنة يا ربي 

وإذا مِت إلهي اجعل لي

في قبري نورا واغفر لي

واحشُرني مع خَيْرَ الرٌسلِ

يا ذا المِنة ....يا ربي 

أن تدخلني ربي الجنة

أن تدخلني ربي الجنة ...هذا أقصى ما أتمنى

وتَهبلي الدرجات العُليا ......يا ذا المِنة يا ربي

يا ذا المِنة يا ربي

يا ذا المِنة يا ربي

يا ذا المِنة يا ربي 

واحشُرني مع خَيْرَ الرٌسلِ

يا ذا المِنة ....يا ربي 

أن تدخلني ربي الجنة

أن تدخلني ربي الجنة ...هذا أقصى ما أتمنى

وتَهبلي الدرجات العُليا ......يا ذا المِنة يا ربي

يا ذا المِنة يا ربي

يا ذا المِنة يا ربي

يا ذا المِنة يا ربي 




 ترتيب الأركان:


ركن الوقوف أمام أبواب الجنة

ركن النعيم

ركن رؤية الرحمن

ركن فريقا أهل الجنة

ركن آخر أهل الجنة دخولا

ركن الفردوس


 

 

 

حديث ركن الوقوف أمام أبواب الجنة:

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
عندما نعمل الأعمال الصالحة ونجتهد في الحسنات. عندما نفقد الأب ونفقد الأخ ونفقد الزوج ونفقد الأبناء فنقول: نصبر عسى أن نلتقي بهم في الجنة. عندما نرفع أيدينا ونقول: يا رب رضاك والجنة، نسأل الله تعالى دائما إياها، لكن. هل تساءلنا يوما ماهي أوصافها؟
وكيف حالنا إذا دخلنا فيها؟ وماذا سنملك فيها؟
فهيا أحدثكم عن الجنة...
بعدما ينتهي المؤمنون من أهوال القيامة وآخرها مرورهم على الصراط والقنطرة، بعدما يقف المؤمنون أمام أبواب الجنة، أبواب في غاية الكبر وفي غاية الوسع، قال فيها صلى الله عليه وسلم:" إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام"
فيقف المؤمنون أمام أبواب الجنة يقفون في صفوف وعددها 120 صف، 80 صف من هذه الأمة.
"
وتكون هذه الأبواب مغلقة والحكمة من كون هذه الأبواب مغلقة، وذلك تشويقا لما وراءها، فالمؤمنون واقفون في حماس يريدون أن تفتح لهم أبواب الجنة", فيطلبون من الأنبياء أن يستفتحوا لهم باب الجنة، فكلهم يمتنع ويأبى، ويقول: لست لها، حتى يبلغ الأمر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فيشفع في ذلك، فيشفع، ففي صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون، حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم، فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجمة إلا خطيئة أبيكم، لست بصاحب ذلك..
ثم يتدافع الأنبياء لها، حتى يأتون محمدا -صلى الله عليه وسلم- فيطرق النبي صلى الله عليه وسلم الباب، فتقول الملائكة: من؟ فيقول: محمد، فيقولون: لك أمرنا أن نفتح الباب،
فتفتح أبواب الجنة الثمانية.
*
رواه مسلم في كتاب الإيمان.

كل أبواب الجنة تفتح. يفتح باب الصلاة، ويفتح باب الصيام، ويفتح باب الجهاد..
وينادى من الباب "ينادى بالأسماء"
فلان بن فلان، فلان بن فلان
فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان بارا بوالديه دعي من باب الوالد، ومن كان معروفا بالذكر نودي من باب لاحول ولا قوة إلا بالله...
فمنهم من ينادى من باب واحد، ومنهم من ينادى من بابين، فمثلا يكون كثير الصلاة وكثير الصوم، ومنهم من ينادى من ثلاثة أبواب، ومنهم من أربع، ومنهم من ينادى من أبواب الجنة الثمانية كلها ...
وتستطيع أن تكون من هؤلاء بعمل بسيط تعمله ولكن لتحافظ عليه محافظة شديدة وهو..

في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"
ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".  



حديث ركن النعيم:

أنعم الله على أهلها بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون...
النساء فيها أجمل من الحور العين بل هن سيدات الحور العين،
وتسمعين استقبال الملائكة الكرام يهنئون بسلامة الوصول، بعدما عانوا من الكربات، وشاهدوا من الأهوال ما تشيب منه العقول...
فيافرحة قلبك والملائكة تناديك:
"سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"
فتطأ قدمك أرضها، والملائكة تقول لك: "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"

يا ألله!
كم تعبنا في الدنيا، كم تعبنا من طول القيام، كم جاهدنا أنفسنا في الصيام، كم فقدنا من أنفس وأموال فصبرنا لأجل الكريم المنان...

كم من مرة ومرة منعنا أنفسنا من ملذاتها وصبرنا وجاهدنا كله لأجل هذه اللحظة...
"فالآن أنت في الجنة في موضع تشريف وتكريم لا موضع عبادة"

تطأ قدمك الجنة فتنظرين إلى النعيم!
"وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا"
تنزلين رأسك فتنظرين إلى تربتها،
هي الزعفران.. تمشين على حصباء هي اللؤلؤ والياقوت.
أرض لها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها
تمشين في الجنة فإذا هواؤها العليل،
وريحها الطيبة، فيا لتلك الرائحة التي تعانق الأنوف قبل ولوجها بخمس مائة عام...
*!تخيلي يا حبيبة، أن هناك من النساء من لا تشم حتى هذه الرائحة*

قال صلى الله عليه وسلم:"صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا".
*أخرجه مسلم والبيهقي وأحمد.
تسمعين غناء الحور العين، يغنين بأجمل الأصوات... وتسمعين الريح إذا هبت في الجنة هزت غصون الأشجار، وحركت أوراقها فتسمع لها أصوات لم تسمع الخلائق مثلها...
*المساكن:* تنظرين إلى المساكن فإذا هي قصور وبساتين، ثم تمشين إلى قصرك وأنت أعرف به من منزلك في الدنيا، قال تعالى:"ويدخلهم الجنة عرفها لهم"
تنظرين إلى قصرك فإذا هو لبنة من ذهب ولبنة من فضة، والطين الذي يوضع ما بين اللبنات هو المسك، فهذا نوع من البناء، وهناك نوع آخر وهو لؤلؤة عرضها ستون ميل مجوفة هذه هي الخيام "خيام الجنة"،
وبناء آخر غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها...

*أما درجات الجنة*، فأعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا، ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية:
"نهر اللبن، ونهر العسل، ونهر الخمر، نهر الماء"
وأعلى مقام في الفردوس الأعلى هو مقام الوسلية، وهو مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم...

ومن سأل الله للرسول الوسلية حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة...

*ثم ماذا عن غرف أهل عللين؟*
هي قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجري من تحتها الأنهار، يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم في السماوات العلا،
وهي منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين في الله...

ثم باقي درجات أهل الجنة وهي مائة درجة، أدناهم منزلة من كان له مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا...

*ماذا عن الزوجة في الدنيا؟*
زوجته في الدنيا، تكون في الجنة أجمل من الحور العين كلهن، بل هي سيدتهن، لم هي سيدتهن؟
لأنها صلت وتحملت طول الوقوف، وهن ما صلين.
لأنها صامت وتحملت الظمأ والجوع، وهن لم يصمن.
لأنها جاهدت نفسها في الدنيا عندما ترى غيرها يسمع الأغاني، وغيرها يلبس عباءة الكتف، وغيرها يلبس القصير والبنطال، وهي تركته لأجل طاعة الله وهن لم يفعلن ذلك، بل خلقن أصلا وهن في الجنة.
لأنها بكت وبذلت وتصدقت لأجل الله وهن ما فعلن ذلك كله...

فمن عدله سبحانه أن أصبحت هي
."سيدتهن"



حديث ركن رؤية الرحمن:



إذا كان الإنسان في الدنيا تأسر عينه جمال الطبيعة الخضراء أو جمال بعض البشر كيوسف عليه السلام الذي ذهلت النساء برؤيته، فكيف بخالق هذا الجمال جل جلاله ؟!
خلق الله الخلق على هيئة لا تطيق رؤيته سبحانه ،لكن الله يعطي أهل الجنة قوة ليتحملوا رؤيته ، ويلتذوا بالنظر إلى وجهه ..
فبينما أهل الجنة في نعيمهم، إذا بالمنادي ينادي: يا أهل الجنة، إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم، فحيّ على زيارته، فيقولون: سمعا وطاعة، وينهضون إلى الزيارة مبادرين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعدا.. أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة..
حتى إذا استقروا في مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم نادى مناد:
يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟! فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة، فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال: يا أهل الجنة سلام عليكم، فيقولون: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول:
أين عبادي الذي أطاعوني بالغيب ولم يروني؟ فهذا يوم المزيد فسلوني، فيقولون: أن قد رضينا فارض عنا ..
فيقول: يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لما أسكنتكم جنتي، هذا يوم المزيد فسلوني، فيجتمعون على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليك ..
فيكشف الرب جل جلاله الحجب ويتبدى لهم فيغشاهم من نوره ما لو أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا، فإذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ما هم فيه من النعيم وودوا لو تدوم لهم هذه الحال ليكتسبوا من جماله ونوره جمالا إلى جمالهم،

وما لهم لا يفرحون برؤيته وهم طالما صبروا في الدنيا وجاهدوا أنفسهم للتمسك بدينهم بعد أن تخلى عنه الكثير .. وصاروا بين أهاليهم وأحبابهم غرباء بدينهم.. وكلما ضعفت أنفسهم أمام الفتن أو دعاهم الشيطان لمعصية مولاهم تذكروا لحظة لقاء ربهم فاشتاقت قلوبهم إليه وحقرت الدنيا بأسرها في أعينهم ..
وبقدر المجاهدة هنا تكون درجة التمتع برؤيته، فمنهم من يراه كل أسبوع، ومنهم من يراه كل يوم، ومنهم من ينعم برؤيته بكرة وعشيّا.




حديث ركن فريقا أهل الجنة:

منهم السابقون وهم المقربون، ومنهم أصحاب اليمين.
والسابقون هم: من أتىٰ بالواجباتِ وزادوا في النوافلِ والتزموا بها.
قال الله تعالى فيهم:{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم}
قال السّعديُّ في هذه الآية: أي السابقون في الدُنيا إلى الخيرات هم السابقون في الأخرة لدخول الجنَّة.
وأما أصحاب اليمين فهم: اقتصروا على الواجباتِ وقليلٌ من النوافل.
قال الله تعالى فيهم:{وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ}

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏يقول اللّه تعالى‏:‏ من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته، ولابد له منه‏)‏‏
*بين* في هذا الحديث أولياء الله المقتصدين أصحابُ اليمين، والمُقربين السابقين.
*أتعلمي؟*
لا أحد يدخُلِ الجنَّةَ بعمله، بل بفضل من الله ورحمة، حتى رسول الله-صلَّ الله عليه وسلم-حيثُ قال عليه الصلاة والسلام في الحديث:{ لنْ يُدْخِلَ أحدًا منكم عملُهُ الجنَّة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه بفضلٍ ورحمة}
والمنازلُ في الجنَّةِ تكونُ بالعدل، بحسبِ أعمال العباد واجتهادهم تكون درجاتُهم في الجنَّة.
🌿🌧


جعلني الله وإياكم من أولياءه السابقون الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.



حديث ركن آخر فريقا أهل الجنة دخولا:

روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: "إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة
رجلٌ يخرج من النار حبوًا.. وفي حديث آخر: أنه يمشي مرة، ويكبو مرة (يسقط)، وتسفعه النار مرة (تسوّد وجهه(
فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجّاني منك! لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين.
فيقول الله
له: اذهب فادخل الجنة. فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يارب وجدتها ملأى! فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فإنك لك مثل الدنيا وعشرةُ أمثالها. وفي حديث آخر: أن الله يقول: أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها! فيقول: يارب! أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟
فضحك رسول الله
-وهو يروي هذا للصحابة- فقالوا: ممّ تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضِحْك رب العالمين حين قال (الرجل): أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قـــادر.
وذكر رسول الله
أن موسى -عليه السلام- سأل ربه عن أدنى أهل الجنة منزلة، فقال:
هو رجل يجيء بعدما أُدخل أهل الجنة الجنة، فيُقال له: ادخل الجنة. فيقول: أيْ رب! كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيُقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ رب! فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله.. فيقول في الخامسة: رضيتُ رب! فيقول: هذا لك، وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولذّت عينك.فيقول: رضيتُ رب!
فقال موسى -عليه السلام- : رب فأعلاهم منزلة؟ (عجبًا! فإذا كان هذا حال أدنى أهل الجنة منزلة.. كيف سيكون حال أعلاهم؟)
فيقول الله
: أولئك الذين أردت. غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلم ترَ عين ولم تسمع أُذن ولم يخطر على قلب بشر!

لكن؛ رب كلمة واحدة تمنعنا من دخول الجنة!! فقد قال رسول الله
: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن ما فيها، يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب
"
أجارنا الله وإيّاكن منها.

 

 

حديث ركن الفردوس:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين، كما بين السماء والأرض، وإن أعلاها الفردوس، وإن العرش على الفردوس، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتموه فاسألوه الفردوس ".
إن طريق تحصيل الفردوس قد أبانه الله جل وعلا في صدر سورة المؤمنون في ست خصال تتحقق في المؤمن، وتغدو صفة غالبة في حياته، يُلحظ فيها مراعاة العلاقة مع الله والنفس والخَلق.

أولى هذه الصفات: الخشوع في الصلاة:
يقول الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، فقلوبهم في صلاتهم حاضرة، وجوارحهم ساكنة، وطرفهم لله منكسر، استشعروا قرب مولاهم، ونظرَه إياهم، وعلمَه بسرائرهم، ومردَّهم إليه؛ فذلت نفوسهم له، واطمأنت قلوبهم بذكره، وكانت قرة عينهم في وقوفهم بالصلاة بين يدي خالقهم، فلا لذةً تعدل تلك اللذةَ التي بها تحملوا مفارقة الرغبات واصطبروا على طول القيام، ولو تفطرت الأقدام.

وثاني صفات ورثة الفردوس: الإعراض عن اللغو:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 3]، فليس لهم تعامل مع اللغو والعبث الذي لا فائدة منه إلا بالإعراض أياً كان هذا اللغو؛ فعلاً أو قولاً أو موقفاً أو مكاناً أو موقعاً أو قناةً، فالهمة العالية ترفعهم عن غشيان هذه الترهات

وثالث صفات ورثة الفردوس التزكية:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 4]، زكوا نفوسهم من سفاسف الأخلاق ودناءات النفوس وأمراضها، وأدوا زكاة أموالهم طيبة بها نفوسهم؛ فكانت زكاتُهم زكاتَهم.

ورابع صفات ورثة الفردوس: حفظ الفروج:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾, حفظوا العورات بالستر والعفة، فلم تُر ولم تُلمس إلا بما أباح الله في النكاح والتسري، ولم يبهروا بمفاتن الموضات التي دار قطب رحاها على حسر الغطاء عن ستر ما أوجب الله ستره، وجعلوا بينهم وبين الفواحش حمىً مانعاً من الاقتراب فضلاً عن الولوج فيها حين غضوا أبصارهم عن رؤية ما حرم الله عليهم.

وخامس صفات ورثة الفردوس: رعاية الأمانة والعهد:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾، فهؤلاء الأبرار رعاة الأمانة والعهود، سواء كانت مع الله سبحانه أو مع الخلق، فكل ما أوجبه الله على العبد أمانة يأتمنه عليها وإن كانت غسل جنابة أو استنجاءً من حدث أو إفصاحاً عن عدة، وهكذا تتسع دائرة الأمانة؛ لتشمل تعاملَ الخلق مع بعضهم؛ فتصانَ أماناتُ الأموال والأسرار والحقوق. وكذلك ترعى العهود والمواثيق التي يعقدها العبد مع ربه جل وعلا أو مع خلقه،

وسادس الصفات وهو مرتبط بأولها: المحافظة على الصلاة:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ فيرقبون في صلاتهم الوقت والشروط والأركان والواجبات، ويأتون بالنوافل ترقيعاً للخلل وجبراً للنقص، فلهم مع الصلاة وصفان لا تتم الصلاة إلا بهما؛ الخشوع والمحافظة.

هذا نزل الفردوس، وتلك سبل تحققه، ألا فلنصدق العزم في الطلب، ولنتوكل على الله في الوصول، ولنجاهد أنفسنا في ملازمة تلك الخصال؛ فمن جاهد هودي ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لمع المحسنين﴾.

 والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.




كما نشكر الراعي الرسمي لمشتل المحيميد على مبادراته:


وكان -من- المراجع التي رجع إليها فيما تمّ إيراده والحديث عنه في الأركان كتاب: حديثه عن الجنة لكاتبته: مارية الزويد, وكتاب:

انتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق